حكاية القرآن
____________حِكايةُ القُرآنِ___________
«١- مِنَ "الكَشكولِ" كُـنَّا نَحنُ نَـنْـهَــــلْ، * لِأَنَّ اللهَ فيهِ الوَهْـمَ أَكمَـــلْ. [١]
٢- لَـقَدْ كُـــنَّا صِــغارًا بَـرمَـجونا * عَـلَـى التَّـصديقِ والـقُــبــحِ الـمُجَمَّـــلْ.
٣- وَقَـدْ كُـنَّــا جِـحاشًا فامْــتَـطــــانا * لُـصوصٌ، دونَـما مــاءٍ وَمَــــأكَــــلْ.
٤- وَسِـرْنـا كَـالـحِـمـــارِ بِـكُـــلِّ ذُلٍّ * يُـحَـــــرِّكُ ذَيْــــلَــهُ والرَّأسَ دَنْـــــدَلْ. [٢]
٥- أَشــــاعُـــوا أَنَّ رَبًّا فِــــي سَـــماءٍ * أَتَـــى بِالــرُّسْـلِ وَالـفُــرقـــانَ أَنْــزَلْ.
٦- جَــهِــلْنا أَنَّـهُ تـــألـيفُ قَـــومٍ، * وَبَــعــبصَ فيهِ أَصحابٌ لِــنَـــعـــثَـــلْ. [٣]
٧- إِياسُ السَّرسَنـيُّ قَدِ انْــتَـــقاهُ * مِــنَ الكُـتُــبِ القَديـمةِ، فيهِ عَــدَّلْ. [٤]
٨- فَــحَــرَّمَ فِــيـهِ خِـــنْــزيـرًا وَخَــمْـرًا، * وَفِــيـه الرِّقَّ وَالْـــغَـــزْواتِ حَـــلَّـــلْ.
٩- وَساعَدَهُ بِـهَذا بَـعضُ صَحبٍ * كَــدِحـيةَ وابنِ كَعبٍ وابنِ نَوفَـــلْ. [٥]
١٠- وَرَوَّجَــــه بِــخُــبْــثٍ مُـسْـتَــبِــد ٌّ * عَــلَـــى أُمَـمٍ وَصَـــدَّقَــهُ مُغفَّـــلْ.
١١- وَلَــكِــنَّ الْـكِــتـابَ يَــضُــمُّ كَــنْــزًا * مِــنَ الآثــارِ والأَدَبِ الـمُـــرَتَّـــلْ.»
محمَّد عليّ عبد الجليل، الثلاثاء ٢١ آذار/مارس ٢٠٢٣
[١] الكَشكول : مجموعة من الأوراق البيضاء غير المتجانسة مغلَّفة بورقٍ مُقوَّى. والكَشْكُولُ أيضًا جِراب [كِيس] أو وِعَاءٌ يَجْمَعُ فِيهِ الـمُتَسَوِّلُ مَا يُتَصَدَّقُ بِهِ عَلَيْهِ من أشياء مختلفة. والشطر الثاني («لِأَنَّ اللهَ فيهِ الوَهْـمَ أَكمَـــلْ») إشارةٌ إِلَى الآية ٣ من سورة المائدة «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ». والكشكول صفة أطلَقَها الباحثُ سامي الذيب على القرآن معتبرًا إِيَّاهُ «تَراكُمـ[ـاً] لِـمعلومات تَـمَّ تَـجميعُها بصورة عشوائية مِـمَّا يَـجعَـلُــ[ـه] أَقرَبَ إلى الكَشكول مِنهُ إلى الكِتابِ».
[٢] دَنْـدَلَ (سريانية) : دَلَّـى، جَـعَـلَ الشَّيءَ يَـتَـدَلَّى، وهُـنا بِـمَعنَى : طَـأْطَـأَ [خَفَضَ] الرَّأسَ طاعةً وإذعانًا وانقيادًا أو خَجَلاً.
[٣] نَـعـثَـلُ هُوَ لَقَبٌ تحقيريٌّ كانت تُطلِقُه عائشةُ، إحدى زوجاتِ النبيّ محمَّدٍ، على الخليفة عُثمان بن عَـفَّـان جامع القرآن الحالي. ويُقال إنَّ نَعثَل كان يهوديًّا طويل اللحية في الـمدينة يُشبِهُ عُثمانَ.
[٤] إياسُ السَّرسنيّ [من السراسنة، أَيِْ العَرَب، الإسماعيليين، الهاجَريين] هو إياس ين قبيصة [كَبيشة أو كَبشة] (أو إيلـيَّـا أو علي أبو تُراب) الطائيّ العربيّ مَـلِك الـمَناذرة في الـحِيرة وزعيم قبيلة طيء (طيايا)، وهو نفسه النبيّ مُحَمَّد، بحسب الباحث أ. جي. ديوس (A. J Deus) في كتابِهِ (The Great Leap-Fraud: Social Economics of Religious Terrorism, Judaism and Christianity. Vol. 2 : Islam and Secularization) [قفزة التدليس الكبرى : الاقتصاد الاجتماعي للإرهاب الديني واليهودية والمسيحية. مجلَّد ٢ : الإسلام والعَلمَنَة]، وكذلك بحسب الـمُبَـشِّر الإنجيلي الأمريكي جاي سميث (Jay Smith) وغيرِهِم.
[٥] دِحـية : هُوَ دِحية الكلبي، صحابي مشهور وتاجر غنيّ ومَضرِبُ الـمَثَلِ في حُسنِ الصورة، وَرَدَ عنهُ أنَّ جِبريلَ كان يأتي بِصورتِهِ، وُلِـدَ بِدومةَ الـجَندل (حاليًا في العربية السعودية) ٥٩٢ م وتُـوُفِّيَ في دِمَشْقَ ٦٧٠ م. كان له لقاءات عديدة بالنبي مُحَمَّد. ابن كَعب : هُوَ أُبَـيُّ بنُ كَعبٍ صحابي وكاتب للوحي. ابن نَوفَل : وَرَقة بن نوفَل الأسدي القُرَشي، رَجُل دين نصرانيّ أو يهوديّ، ابنُ عَمّ خديجة بن خُوَيلِد الزوجة الأولَى للنبيّ مُحَمَّد؛ تُوُفِّيَ ٦١٠ م؛ وقيل إنَّ الوحيَ فَـتَرَ [تَـأَخَّرَ أو تَوَقَّفَ مُؤَقَّتًا] عِندَ وفاةِ وَرَقة.