Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Le Blog de Maxime ADEL
Archives
Catégories
16 août 2023

ما لا تَقولُه القَواميس عَن أصل لِـسَّه ولَيس «

ما لا تَقولُه القَواميس 

عَن أصل لِـسَّه ولَيس

« Ce que taisent les dictionnaires. L’être et sa négation chez les Arabes »

 

  1. محمد علي عبد الجليل

(مِـنَـصَّة طِرْسْ Terss مِـنَـصَّة مغاربيّة ومُتوسطيّة للفنون والثقافة)

(Terss : Maghrebi & Mediterranean platform for Arts and Culture)

https://terss.net/ما-لا-تَقولُه-القَواميس-عَن-أَيسٍ-ولَي/?fbclid=IwAR1_KjqbliFZ5JoeIFy_Cd5IkRFOpAo2P2CaJEqVBcSxyFsG-4yHcgTlF-s

 

 

 

ملخَّص

  1.  يَستخدمُ الـمَشارقةُ في مِصرَ وبِلادِ الشام الَألفاظَ «لِـسَّه» وَ«إِسَّه» بمعنى : «الآنَ». وتَستخدمُ العربيةُ الفُصحى لِـنَــفْـيِ الـجُملَة الاِسمِيَّة في الـمُضارِعِ «لَيسَ» التي قال عنها عُلماء العَرَبيَّةِ إنَّ أَصلَها كَلِمَةٌ قَديـمَة قَدْ أُمِـيْـتَـتْ تَدُلُّ عَلَى الكينونة والوجود وهي «أَيْسٌ». ولكنَّ الـمَعاجمَ وَكُتُبَ اللغةِ لم تُعطِ أصلَ الكلمة، بل اكتفَت بالقول إنَّ أصلَها مُـماتٌ مَهجور.

  2.  يقدِّم المقالُ فرضيةً في الأصل الاشتقاقي للمفرداتِ «أَيسٌ» وَ«لَيسَ» الفَصيحَـتَـيـنِ وَ«إِسَّه» وَ«لِـسَّه» العامِّـيَّـتـيْـنِ و«شاءَ» وَ«شَيءٌ» وَ«يَـشْ» «ישׁ» الْـعِـبْـريَّةِوكذلكَ فِعلِ الكينونة الفرنسي «être». ويحاول أن يجد أصلاً لهذه الكلمات أَبعدَ بكثيرٍ من العربية القرآنية ولغة الأنباط واللُّغَة الصَّفَوِيَّـة البَدَويَّة (بين القرنَـيـنِ الأَوَّلِ قَبلَ الـمِيلادِ وَالثالث الـميلاديويربطها بالسومرية (حوالي ٢١٠٠ قمالتي كانت مَصدرَ بَعضِ أَساطير الديانات الإبراهيمية.كما يَعرض المقالُ استخدامات «أيس» الفلسفية واشتقاقاتها.

  3.  

  4.  Résumé

  5.  

  6.  Les orientaux en Égypte et au Moyen-Orient utilisent les mots « lessa » et « issa » dans le sens : « maintenant ». L’arabe littéral (classique) utilise, dans la négation de la phrase nominale au présent, « laysa » dont l’origine, selon les linguistes arabes, est un mot désuet et mort, désignant l’être et l’existence, c’est le mot « aysa ». Cependant, les dictionnaires et les ouvrages de langue arabe n’ont pas donné l’origine ou l’étymologie du mot, mais se sont contentés de dire que son origine est désuète abandonnée.

  7.  

  8. Le présent article expose une hypothèse sur l’origine étymologique des termes de l’arabe littéral « aysa » et « laysa », des termes de l’arabe dialectal « issa » et « lessa », des termes « shāʾa », et « shayʾ », du terme hébreu « yesh » (ישׁainsi que du verbe français « être ». L’article essaie de trouver une origine à ces mots beaucoup plus éloignée de l’arabe coranique, de la langue des Nabatéens, et de la langue arabe bédouine safaïtique (entre le premier et le troisième siècle de notre ère) et relie ces termes au sumérien (vers 2100 av. J.-C.) qui fut à l’origine de certaines mythologies des religions abrahamiques. L’article présente également les usages philosophiques et les dérivés de « aysa ».

  9.  

 

    1.  في مَسرحية «الشخص» للأَخَوَين رَحباني (١٩٦٨)، يقول الشاويش (وِلْـيَـم حسواني) : «هَـلَّـقِ فْطَرْتِ مْناقيشْ، وْبَيضُ وْفُولُ وْشَـنِـگلِـيـشْ». عِندما قَرَّر الأَخَوان رَحباني عَرْضَ هذه المسرحيةِ في مِصرَ (١٩٨٢)، قام الشاعر المصري أَمَل دُنقُل (١٩٤٠ – ١٩٨٣بترجَمتها إلى اللهجة المصرية؛ وربَّـما هذا هو العمل الفني الوحيد الـمُترجَم بين اللهجات العربية؛ وقام بِدَور البطولة مكانَ فيروز في النسخة المصرية الـمُغنّيةُ والـمُمثّلة عفاف راضيوقد تَرجم دُنقُل قولَ الشاويش السابق هكذا : «لِسَّه فاطِر قَراقيشْ، فُول وبِيض وچِـبْــنَــة قَريشْ». حيثُ تُرجِمَتْ أَو مُـصِّرَتْ كَلِمَةُ «هَلَّق»، وهي اختصار أو ترخيم لكلمة «هذا الوقت»، بكلمة «لِسَّه». وهذه الأخيرةُ شائعةٌ جدًّا في اللهجات الشامية والمصريةفمَن مِنَّا لا يَذكُر «لِسَّه فاكِر» لأُمّ كُلثوم؟ ولا يزال الفلسطينيون يُغَنّون أُغنيتَهم الفُلكلورية الشهيرة «إِسَّا أَجَـا وْإِسَّا راح بَـيَّاع التُّـفَّاح»؟

    2.  

    3.  غالبًا ما تُستَخدَم «لِـسَّه» وَ«إِسَّه» بِـمعنىً واحد وهو «الآنَ» أو «ما يزال» أو «مُنذُ قَليلٍ». وقد تشير في بعض اللهجات الشامية إلى معنى «أيضًا» لِطلب الـمَزيديُقال : «أَعطيني إِسَّا»، وهي منتشرة في الساحل السوري، وقيل هي أوغاريتيَّة. (مَوسوعة العامية السورية). فالاستخدام الأخير للفظة «إِسَّـا» بِـمَعنى «أيضًا»يُشير إلَى التَـحَوّل من معنى «الآن» إلى معنى «الصيرورة» و«العَود إلى الشيء». وكأنَّ الـجَـذر «أَيْـــسَ» [وُجودتَـحَـوَّلَ إلَى «أَيْــضَ» [إعادة].

    4.  

    5.  ولكنْ مِن أين جاءتْ «لِــسَّه» [«لِــسَّا»] وَ«إِسَّـه» [«إِسَّـا»]؟ وهل لها علاقة بِــ «لَيسَ» الفصيحة؟ وهل يُـمكِن افتراضُ أصل مشترَك أبعدَ من تاريخ ظهور العربية لغةً مستقلَّة؟ يبدو أنَّ اللام في «لِـسَّه» تعني «إِلَى»أو «حَتَّى» ولا تُفيدُ النفيَ لأنَّ استخدامَها العامّيّ يُلزِمُ مَعَها أيضًا استخدامَ أداةِ النفي «لا» أو «ما» فَـيُـقال مَثَلاً : «لا، لِــسَّه إِسَّـه»] ما وِصِل».

    6.  

    7.  يُقال إن كلمة «إِسَّا» الّتي بِـمَعنى «الآنَ» في بعض لهجات فلسطين وخاصّةً منطقة الجليل، كما في أُغنيَّة الـمُلَحِّن الفلسطيني فَرج سليمان «إِسَّا جاي؟» (٢٠١٧أَيْ الآنَ تَأتي؟ وهو استفهام استنكاري، وتُلفَظ في العِراق «هَـسَّا»، هي ترخيم أو تخفيف أو اختصار لكلمة «السَّاعَة»، وَقِيلَ هي مِن أَصلٍ سِريانيّ، حسب ياسين عبد الرحيم، في موسوعة العامية السورية، حيثُ أَضافَ أَنَّ كلمة «إِسّ» تُستَخدَم في بعض لهجات سوريا بِـمَعنَى «عَلاقة» أو «عِلْم» أو «خَبَر»، فـيُقالُ في نفي تُهمةٍ : «ما لي إِسَّا»، وقال إنَّها جاءت، حسبَ رَأيِهِ، من الإسِّ أي الأَثَر مِن كلِّ شيءٍ.

    8.  

 ولكنْ لو كان الأصلُ الصرفي لكلمة «إِسَّا» هو «اَلسَّاعَة» فكيف نُفسِّر استخدامَها كفِعلٍ جامدٍ بإلصاقِ ضَمائرَ مُـتَّـصلةٍ بها وخاصَّةً نُون الوقاية مع ضمير المتكلِّم فنقول : «إِسَّاتْــنـــــي» و«إِسَّاتــو» وتُلفَظ باللام أيضًا بِمعنىً واحد : «لِـــسَّاتْــنـــــي» و«لِــــسَّاتــو»؟

 

 إذا نظرنا في الحقل الدلاليّ لِكَلِمَـتَـيْ «لِــسَّا» وَ«إِسَّـا» نلاحظ أنها تُشير إلى الزَمن الـحاضر، الآن، وهذا هو سَبَبُ ربطِها صَرفيًّا ودِلاليًّا بكلمة «الساعة».

 

 ونظرًا للعلاقة الصوتية والدلالية بين «لِسَّا» وَ«لَيسَ»، حيثُ إنَّ «لِسَّا» تَدُلُّ على الآن و«لَيسَ» على نفي الآن، يمكننا افتراض جَذر مشترَك للكلمتَينِ.

 

    1.  حسب رأي عُلماء العَرَبيَّةِ كالخليل الفراهيدي وابن فارس والزمخشري وابن منظور وأَبي علي الفارسي، إنَّ أَصلَ الفِعلِ الـجامِدِ العَرَبيّ «لَـيْـسَ» (الـمُستَخدَمِ لِـنَــفْـيِ الـجُملَة الاِسمِيَّة في الـمُضارِعِ [الـحاضر]) هُـوَ: «لاأَيْــسَ» أَيْ: «لا وُجِــدَ» (أَو «لا يُـوْجَــدُ»). و«أَيْسٌ» هِيَ كَلِمَةٌ قَديـمَة قَدْ أُمِـيْـتَـتْ، أَيْ مَهجورة، تَدُلُّ عَلَى الكينونة.

 

    1.  يُـقالُ في العربيَّة الفُصحَى: «اِئْـتِــنِـي مِـنْ حَــيْــثُ "أَيْــسَوَ"لَــيْــسَ، أَيْ: «مِنْ حَــيْــثُ هُوَ وَلا هُوَ».وَ«أَيْـسَ»: مَوجود، وَ«لا أَيْـسَ»: لا مَوجودذَكَرَهُ لِسان العَرَب والقاموس الـمُحيط والعَـيـن ومقاييس اللغةوتاج العَروس والـمُـستقصَى مِن أمثال العَرب وتَهذيب الُّلغة، وغيرها. فَـمَعنى «أَيْس» بحسب مَعاجِم اللُّغة هو كمعنى «حيثُ هو في حال الكَينونة والوَجْدِ». ولكنَّ الـمَعاجمَ وَكُتُب اللغة لم تُعطِ أصلَ الكلمة.

 

 قال الفَراهيديُّ إِنَّ «أَيْـسَ» "كَلِمةٌ قد أُميتَتْ". ولكنَّ فلاسفةَ الإسلامِ أَحيَـوها وجمَعوها على «أَيْـسات» واشتَقُّوا منها فِعلاً ومَصدرًا واسمَ فاعل أَيَّــسَ يُـؤَيِّـسُ تَـأْيِـيْـسًا فَـهُـوَ مُـؤَيِّـسٌ.

 

 وقد رَبَطَ الدكتور جميل صليبا في كتابه «الـمُعجَم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية» بين جذر لَيسَ، وهو «أَيسَ»، وبين الفعل اللاتيني الذي يدُلُّ على الوجود Esse فقال :

أَيْسَ

في الفرنسية Etre, il est

في الإنكليزية to be

في اللاتينية Esse

 

  1.  في الفلسفة، «الأَيْـسُ»: وجود الكينونة أو الكائن الـمَوجودو«أَيَّـسَــهُ»: كَوَّنَ وُجودَهُقالَ أبو يَعقوبَ السِّـجْـزِيُّ [السِّجِسْتانيّالإسماعيليّ: «لَـمَّا كانَ اسْمُ اللهِ جَلَّ جلالُهُ بِالغَلَبةِ أَظْهَرَ الأَيْـسِـيَّــاتِ لا مِنْ أَيْـسٍ، حَـتَّـى أَيَّــسَها وسَمَّاها كَما شاءَ مُبْدِعُها وَمُؤَيِّـسُها».

  2.  

  3.  ونُسِبَ إِلَى جابرٍ ابنِ حَـيَّان قولُه: «فَـيَـجِبُ مِن ذلكَ أَنْ يَكُونَ إِبداعُ الأَيْـساتِ عَنْ لَـيْـسَ»، أَيْ إِيجاد الـمَوجوداتِ عَن لاموجود، من العَدَم؛ «إِنَّهُ لا يَـخْـلُو الكَونانِ مِنْ أَنْ يكونا حَـيَّــيـْنِ، أَو مَـيِّـــتَـيـنِ، أَو أَحَدُهما حَـيًّا وَالآخَرُ مَـيْـتًا، أَو كُلُّ واحدٍ مِنْـهُما حَـيًّا مَـيْتًافَإِنْ كانا حَـيَّــيْـنِ ولا غَـيْـرَهُما فَالـمَوتُ لَـيْـسٌ، والـمَوتُ مَـوجودٌ، وَالوجودُ أَيْـسٌ، فالـمَوتُ أَيْـسٌ لَــيْـسٌ، أَيِْالـمَوت وجودٌ عَدَمٌ، ورُبَّما يَقصِد أَنَّ الـمَوتَ مَوجودٌ يَنفي موجودًا. (رَسائل جابر بن حَيّان، دار الكُتُب العلمية، ط١، ٢٠٠٦، ص ١٣٤، ١٣٧)

  4.  

  5.  ويقول الكِـندي: «الإبداع هو إظهار الشَّيءِ عن لَـيْـسَ»، أَيْإِخراجُ الشَّيْءِ مِنْ لاشَيْءٍ، أَيْإِظهارُ الـمَوجودِ مِن العَدَمِويقول ابن سينا في رسالة الحدود: «حَــدُّ الإبداعِ هو اسمٌ مُشترَك لِـمَفهومَـيـنِ أَحَدُهما تَــأْيِــيْـسُ الشَّـيءِ لا عَن شَيْءٍ ولا بِـواسِطةِ شَيْءٍ»، أَيْ إِيجاد الـمَوجودِ لا مِن مَوجودٍ ولا بِواسِطة مَوجودٍ. ونُـقِـلَ في الـمِـلَلِ وَالـنِّـحَـلِعن ثاليس الـمِلْطِي [طاليس الـمِلطي Thales of Miletus، ت ٥٤٥ قمأنه قال: «الإِبداع هو تَــأْيِــيْـسُ ما لَـيْـسَبِـــأَيْــسٍ». ( بِـحار الأنوار، الـمجلسيووَرَدَ أيضًا عن ابن سينا في الإشارات (ص ١٧٤) : «ومنها مثل أنْ يكونَ الشَّيءُ عالِـمًا بأنَّ شيئًا لَيسَ ثُـمَّ يَحدُثُ الشَّيءُ فيصير عالـمًا بأن الشَّيءَ أَيس». وقال ابن سينا أيضًا: «فإن الهيولى لا تَسبِقُ الصورةَ بالزمان، ولا الصورةُ الهيولى أيضًا، بل هما مبدعان معا عن لَيسيَّة» (الأَجرام العلوية، ٤٣ –٤٤).

 

  1.  لَـقَد كَتَبَ الباحثُ اللُّغَويُّ الـمُؤَرِّخُ السوريُّ الـحَلَبيُّ خير الدين الأسدي (١٨٩٩ – ١٩٧١كِتابًا بِعُنوان: «أَيسَ وَلَـيـسَ»، وهو مخطوط من ٢٥٧ صفحة لَـمْ نَـتَـمَكَّن من العثور عليه.

 

 وقَد دَرَسَ أَحمدُ الـجَلاَّدُ الباحِثُ في جامعة ولاية أوهايو أَقَدمَ الشَّواهِدِ الكِتابية النَّقشيَّة (épigraphiqueعَلَى «لَيسَ»، وتَوَصَّلَ إِلَى أَنَّها لَفظَة مُقتَرَضَة دَخَلَتْ إِلى البيئة القرآنية والعربية الفصيحة وأَنَّ شواهِدَها في قَواعد اللُّغَة الصَّفَوِيَّـة[الصفائيّةالبَدَويَّة (وهي لَهجة عربية قديمة كانت سائدة في بادية الشام وشمالِـيِّ شِبهِ الـجزيرة العربية بين القرنَـيـنِ الأَوَّلِ قَبلَ الـمِيلادِ وَالثالث الـميلادي [ولا علاقة للصَّفَويين العَرَب البَدو بالصَّفَويين الإيرانيين (القرن ١٣ مالمنسوبين لِـصَفِيِّ الدين الأردبيلي مؤسس الدَّولة الصَّفَوية]) تَستبعِد أصلَها الآراميَّ وتَفتَرِض مَصدرًا أقدَمَ بكثير من بيئة القُرآن وَأَنَّ مِن الـمُمكِن أَنْ تَكونَ قد اقـتُـرِضَتْ مِن الآشورية وهِيَ إحدى لهجات اللُّـغة الأكَّادية الشرقية السامية القديمة أو مِن عربية شَمالية كالـتَّـيـمانِـيَّـة (Taymanitic) [نِسبةً إِلَى «تَـيماء» شمال غرب الجزيرة العربية، وربَّـما هي اللُّغة الثَّـموديَّة نِسبةً إِلَى قَوم ثـمود الّذين سَكَنوا تَيماءَ].

 

 يبدو أَنَّ «لَيسَ» أَتَت مِن لُغة أَبعدَ مِن عَربية الأَنباطِ (١٦٩ ق.م – ١٠٦ م)، فَـ «الـحرف الوحيد الذي جاء في النبطية ويفيد النهي والنفي هو حرف "ل ا" (بِـمعنى : "ليس، لا، لن")». ولَمْ تُستَخدَمْ لفظةُ «لَيسَ» في الأَكَّديةفَأَدواتُ النفي في الأَكَّدية هي أَربعُ١لَ» [la]، ٢-و«أُلْ» [ul]، ٣-و«بَـلُـمْ» [balum]، ٤-و«أَيّ» [ayy]. وتُقابِلُ سِتَّ أَدواتٍ عربيَّة لا» و«لَـمْ» و«لَـنْ» و«ما» و«لَيسَ» و«بِـلا»). وقد استُخدِمَتْ «أُلْ» [ulبِـمَعنى: «لَـنْ» وَ«لَيسَ».

 

مِن الـمَعروف أنّ الأساطير السومرية القديمة الّتي وُضِعَتْ حوالي ٢١٠٠ قم، وتحديدًا ملحمة جلجامش، هي أصل بعض أساطير الكتاب المقدَّس كأسطورة الـخَلق والطوفانوعلَى هذا الأساسِ فمِن الـمُرَجَّح أنْ يتجاوزَ التأثيرُ السومريُّ حقلَ الأسطورةِ لِـيَطالَ اللُّغةَ أيضًا نَظَرًا لِكَونِ اللغة هي حامل الأسطورةفما الذي يَـمنَـع إذًا من أنْ نقترِحَ تأثيلاً أو تأصيلاً لِسانيًّا سومريًا فــنَـفترضَ أنَّ اللغة السومرية قد أثَّرَت في العربية وحتَّى في اللاتينية؟ فليست الأسطورةُ السومريةُ وحدَها أَصلًا لِأساطير الديانات المسمّاة "توحيديةأو "إبراهيميةبل إنَّ اللغة السومرية هي أصلٌ لِكلماتٍ مستخدَمةٍ في لُـغاتِ هذه الديانات.

 

 مِنَ الـمُرَجَّـحِ، إذًا، أَنَّ كلمة «أَيْسَ» مُـنـحَـدِرة مِن لَفظة «أَش» السُّومريَّـة، نظراً للتشابه الدِّلاليّ والصوتي بين الكلمتَين والعلاقة التاريخيةففي السُّـومَرية [وَهِيَ لُغة لاساميَّة إلصاقيَّة agglutinante] (حَوالَـيْ ٣٠٠٠ قم.) الّتي أثّرَتْ بالأَكَّـدِيَّة [وهي لُغة ساميَّة اشتقاقيَّة flexionnelle] (حَوالَي ٢٠٠٠ قم.) القَريبةِ جِدًّا من العربية  [لُغة ساميَّة إشتقاقيَّة] (حوالي ٣٠٠ م)، كانَت اللَّفظةُ «أَش» [تَعني الفِعلَ اللَّازِم: «يَـكُـونُ واحِدًا» (أَيْ «يُوجَد»أَو الاِسمَ: «واحِد» (أَيْالـمَوجود كَوَحدَة مُستقِلَّة).

 

 وَما زالَـت هذهِ الكَلِمةُ «أَش» مُستخدَمةً في الْـعِـبْـريَّةِ [لُغة ساميَّة] (حوالي ١٠٠٠ قم.): «ישׁ» [«يَـشْ»]، أَيْ: «يوجَدُ»؛ وهِيَ مُنحَدِرة مِنْ فِعل الكينونة السومَري ثُـمَّ الأكَّادي «أَش» []؛ والتشابهُ الصَّوتيُّ والأَحداثُ التاريخية (الوجود اليهودي في الإمبراطورية البابليةتَـدعَمُ ذلك.

  1.  

  2.  وفي اللاتينية  [لُغة لاساميَّة إلصاقيَّة agglutinante] (حَوالَـيْ ٧٠٠ قم)، الفِعلُ «esse» [إِيسِّيعني «يُـوْجَــدُ» [أو «يَـكُـونُ»] (وهو أَصلُ الفِعل الفرنسي «être» [آيْــتْر]). ويبدو أنَّ السُّومرية والأكّادية قد أَثَّرَتا في اللاتينية، حيث كانت مَنطقةُ التَّـلاقي والتَّلاقُحِ الثقافي واللغوي والـحَضاري هي سوريا الطبيعية التي يُـمكِـنُ عَـدُّها بُـوتَـقَةَ الـحَضارات القديمةفالإمبراطورية الآشورية الحديثة (٩٣٤ ق.م – ٦٠٩ ق.مامتدَّ نُـفوذُها على كُـلِّ سوريا الطبيعية (قيليقيا وفينيقيا واليهودية والعربيةوقُبرُصوهذِهِ الـمَناطِـقُ السُّورية صارت تَـحتَ نُـفوذِ الإمبراطورية البابلية الحديثة (٦٢٦ ق.م – ٥٣٩ ق.مثُـمَّ تحت حكم الإسكندر الأكبر المقدوني (٣٥٦ ق.م – ٣٢٣ ق.مثمَّ تحت نفوذ الإمبراطورية السلوقية (٣٠٥ قم – ٦٤ ق.مثم الإمبراطورية الرومانية (٢٧ ق.م – ٤٧٦ م).

  3.  

  4.  والعَرَبيَّةُ الّتي نشأَتْ في القرن الثالث الـميلادي [وهي لُغة ساميَّة اشتقاقيَّة flexionnelle]، احتفظَت بأثَـرٍ لِـهذِهِ الكَلِمةِ السومرية والأكّادية «أَش» [] في الكَلِمات العَرَبيَّة التَّالِيَة:

  5. ١)- كلمة «لَـيْـسَ» [«لا أَيْــسَ»]؛

  6. ٢)- وَكلِمة «أَيْـسٌ» [مَوجودٌالـمُستخدَمة في الفلسفة فَـقَط؛ 

  7. ٣)- وكلمة «شَـيْء» (الَّتي تُـعَـدُّ مَصْدَرَ الفِعلِ «شَاءَ»)؛ و«الشَّيْءُ» هُوَ الـمَوجود؛ فَقَد عَـرَّفَ مُـعـجَـمُ الدَّوحةِ التاريخيُّ «الشَّيْءَ» بِالقولِ: «الشَّيْءُ كُـلُّ مَوجودٍ بِـوَجْـهٍ ما». وجاءَ في الـمُعجَم الوسيط«الشَّيْءالْـمَـوْجُود وَمَا يتَصَوَّر ويخبر عَنهُ».

 

 وعادةً تُـبْدِلُ العربيَّةُ الشينَ السُّومرية والأَكَّادية والعِبريَّة سينًافالسِّـيـنُ وَالشِّـيـنُ يَـتعاوَران [يَتبادلانِفي اللُّغاتِ السامِيَّة.ولكنْ إِذا صَحَّت فَرضيَّةُ أَنَّ «أَش» [هِيَ أَصلُ «شَيْء» (والفِعل «شَاءَ») فَـمِنَ الـمُـرَجَّحِ أَنَّ العَرَبيَّة احتفَظَتْ بالشين الأَصليَّة لتفادي الـخَلْطِ بِـكَـلمة أُخرَى هِيَ «سَـيِّء» (والفِعل «سَاءَ»).

 يوضح الجدولُ التالي الكلماتِ الّتي يُـحتَـملُ أَنَّها انبثقَتْ عَن اللَّفظة السُّومرية والأَكَّادية «أَش» []:

 

  1. «أَش» [] (سومري وأكّادي: يَكون واحِد)

  1. ישׁ [يَـشْ] (عِبْريّ:يوجَدُ)

  1.  esse (لاتيني:يَـكُون)

  1. aes – assis (لاتيني:قِطعة واحدة)

  1. أَيْـس [مَوجود]/لاأَيس[لَـيْـسَ] - شَـيْء[مَوجود] (عَربي قديم فصيح)

 
  1. essĕre (لاتيني عامي)

  1. asso (إيطاليأَصُّ وَرَقِ اللَّعِبِ)

  1.  estre (فرنسي قديم)

  1. as (الأَصُّ في وَرَقِ اللَّعِبِ) (موسوعة العامية السورية)

  1. إِسَّـا و لِسَّا [بَقِيَ/الآن]، شِـيْ، إِيْـش/شُو[ماذا] (عربي عامّي سوري حديث)

  1. être (فرنسي حديث)

 
  1.  

  2.  فَـالـمُـرَجَّحُ، إذًا، أَنَّــه عَن الكلمة السُّومرية القَديـمة «أَش» (= يَكون؛ واحِد) انبثقَتْ الكلماتُ الـحَديثةُالعِبريَّةُ«ישׁ» [يَشْ] (يُوجَدوَالفَرَنسيَّةُ «être» [ آيْتْر] (يَكُونو«as» [أَسْ] (الواحِد في لَعبِ الورَقوالعَرَبيَّةُ الفُصحَى «ليسَ» وَ«شَيْءٌ» وَالعَرَبيّةُ العامِّـيَّـةُ «شِيْ» وَ«إِسَّا» وَ«لِسَّا» و«إِيـشْ» و«شُـو».

 

 

  1. المراجع:

  1. ابن منظور، معجَم لِسان العَرَب.

  2. الفيروزآبادي، معجَم القاموس الـمُحيط.

  3. الفراهيدي، معجَم العَـيـن، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامُرَّائي، دار الهلال، القاهرة، بدون تاريخ، ٧/٣٣٠.

  4. ابن فارس، مقاييس اللغة.

  5. مرتضى الزبيدي، تاج العَروس.

  6. الزَّمَخشَري، الـمُـستقصَى مِن أمثال العَرب.

  7. أبو منصور الأزهري، تَهذيب الُّلغة.

  8. الـمُعجَم الوسيط.

  9. موسوعة العامية السورية، ياسين عبد الرحيم، وزارة الثقافة السورية، ج١، ص ١٥٣.

  10. أبو يعقوب السِّجِستاني [ت٣٣١ هـ]، كتاب إثبات النبوءات، تحقيقعارف تامر، دار المشرق، بيروت، ط٢، ١٩٨٦ م، ص ١٣٩.

  11. رَسائل جابر بن حَيّان، دار الكُتُب العلمية، ط١، ٢٠٠٦، ص ١٣٤، ١٣٧.

  12. آمال بنت عبد العزيز العمرو، كتاب الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية.

  13. العلامة الـمجلسي،  بِـحار الأنوار، ج ٥٤، ص ٢٥٤.

  14. معجم الدوحة التاريخي، https://www.dohadictionary.org/dictionary

  15. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، قواعد اللغة النبطية، مكتبة الملك فهد الوطنية، ٢٠١١، ص ٣٣.
  16. حسنين حيدر عبد الواحد، «أُسلوب النفي في اللغة الأكَّديةدِراسة مقارَنة مع اللغة العربية»، مجلَّة آداب الرافدَين، كلية الآداب، الـموصل، العدد ٥٧، السَّنَة ٣٩، عام ٢٠١٠، ص ٥٣١ – ٥٥٦.
  17. جميل صليبا، الـمُعجَم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية، دار الكِتاب اللبناني،بيروت، ١٩٨٢، الجزء الأول، ص ١٨٣.
  18. Pascal Attinger, Lexique sumérien-françaisInstitut des sciences archéologiques, université de Berne, Suisse,https://anarkia333data.center/sites/default/files/2020-07/2019_lexique_sumerien_francais_attinger.pdf ;ttps://www.academia.edu/41837257/Lexique_sumérien_français
  19. Ahmad Al-Jallad, « The earliest attestation of laysa and the implications for its etymology », Supplement to volume 48 (2018) of the proceedings of the Seminar for arabian studies languages, scripts and their uses in ancient north arabia, Papers from the Special Session of the Seminar for Arabian Studies held on 5 August 2017, edited by M.C.A. Macdonald, Seminar for arabian Studies, Archaeopress, Oxford, 2018, p.111. 

ما لا تَقولُه القَواميس 

عَن أصل لِـسَّه ولَيس

« Ce que taisent les dictionnaires. L’être et sa négation chez les Arabes »

  1. محمد علي عبد الجليل

(مِـنَـصَّة طِرْسْ Terss مِـنَـصَّة مغاربيّة ومُتوسطيّة للفنون والثقافة)

(Terss : Maghrebi & Mediterranean platform for Arts and Culture)

https://terss.net/ما-لا-تَقولُه-القَواميس-عَن-أَيسٍ-ولَي/?fbclid=IwAR1_KjqbliFZ5JoeIFy_Cd5IkRFOpAo2P2CaJEqVBcSxyFsG-4yHcgTlF-s

 

 

 

ملخَّص

  1.  يَستخدمُ الـمَشارقةُ في مِصرَ وبِلادِ الشام الَألفاظَ «لِـسَّه» وَ«إِسَّه» بمعنى : «الآنَ». وتَستخدمُ العربيةُ الفُصحى لِـنَــفْـيِ الـجُملَة الاِسمِيَّة في الـمُضارِعِ «لَيسَ» التي قال عنها عُلماء العَرَبيَّةِ إنَّ أَصلَها كَلِمَةٌ قَديـمَة قَدْ أُمِـيْـتَـتْ تَدُلُّ عَلَى الكينونة والوجود وهي «أَيْسٌ». ولكنَّ الـمَعاجمَ وَكُتُبَ اللغةِ لم تُعطِ أصلَ الكلمة، بل اكتفَت بالقول إنَّ أصلَها مُـماتٌ مَهجور.

  2.  يقدِّم المقالُ فرضيةً في الأصل الاشتقاقي للمفرداتِ «أَيسٌ» وَ«لَيسَ» الفَصيحَـتَـيـنِ وَ«إِسَّه» وَ«لِـسَّه» العامِّـيَّـتـيْـنِ و«شاءَ» وَ«شَيءٌ» وَ«يَـشْ» «ישׁ» الْـعِـبْـريَّةِوكذلكَ فِعلِ الكينونة الفرنسي «être». ويحاول أن يجد أصلاً لهذه الكلمات أَبعدَ بكثيرٍ من العربية القرآنية ولغة الأنباط واللُّغَة الصَّفَوِيَّـة البَدَويَّة (بين القرنَـيـنِ الأَوَّلِ قَبلَ الـمِيلادِ وَالثالث الـميلاديويربطها بالسومرية (حوالي ٢١٠٠ قمالتي كانت مَصدرَ بَعضِ أَساطير الديانات الإبراهيمية.كما يَعرض المقالُ استخدامات «أيس» الفلسفية واشتقاقاتها.

  3.  

  4.  Résumé

  5.  

  6.  Les orientaux en Égypte et au Moyen-Orient utilisent les mots « lessa » et « issa » dans le sens : « maintenant ». L’arabe littéral (classique) utilise, dans la négation de la phrase nominale au présent, « laysa » dont l’origine, selon les linguistes arabes, est un mot désuet et mort, désignant l’être et l’existence, c’est le mot « aysa ». Cependant, les dictionnaires et les ouvrages de langue arabe n’ont pas donné l’origine ou l’étymologie du mot, mais se sont contentés de dire que son origine est désuète abandonnée.

  7.  

  8. Le présent article expose une hypothèse sur l’origine étymologique des termes de l’arabe littéral « aysa » et « laysa », des termes de l’arabe dialectal « issa » et « lessa », des termes « shāʾa », et « shayʾ », du terme hébreu « yesh » (ישׁainsi que du verbe français « être ». L’article essaie de trouver une origine à ces mots beaucoup plus éloignée de l’arabe coranique, de la langue des Nabatéens, et de la langue arabe bédouine safaïtique (entre le premier et le troisième siècle de notre ère) et relie ces termes au sumérien (vers 2100 av. J.-C.) qui fut à l’origine de certaines mythologies des religions abrahamiques. L’article présente également les usages philosophiques et les dérivés de « aysa ».

  9.  

 

    1.  في مَسرحية «الشخص» للأَخَوَين رَحباني (١٩٦٨)، يقول الشاويش (وِلْـيَـم حسواني) : «هَـلَّـقِ فْطَرْتِ مْناقيشْ، وْبَيضُ وْفُولُ وْشَـنِـگلِـيـشْ». عِندما قَرَّر الأَخَوان رَحباني عَرْضَ هذه المسرحيةِ في مِصرَ (١٩٨٢)، قام الشاعر المصري أَمَل دُنقُل (١٩٤٠ – ١٩٨٣بترجَمتها إلى اللهجة المصرية؛ وربَّـما هذا هو العمل الفني الوحيد الـمُترجَم بين اللهجات العربية؛ وقام بِدَور البطولة مكانَ فيروز في النسخة المصرية الـمُغنّيةُ والـمُمثّلة عفاف راضيوقد تَرجم دُنقُل قولَ الشاويش السابق هكذا : «لِسَّه فاطِر قَراقيشْ، فُول وبِيض وچِـبْــنَــة قَريشْ». حيثُ تُرجِمَتْ أَو مُـصِّرَتْ كَلِمَةُ «هَلَّق»، وهي اختصار أو ترخيم لكلمة «هذا الوقت»، بكلمة «لِسَّه». وهذه الأخيرةُ شائعةٌ جدًّا في اللهجات الشامية والمصريةفمَن مِنَّا لا يَذكُر «لِسَّه فاكِر» لأُمّ كُلثوم؟ ولا يزال الفلسطينيون يُغَنّون أُغنيتَهم الفُلكلورية الشهيرة «إِسَّا أَجَـا وْإِسَّا راح بَـيَّاع التُّـفَّاح»؟

    2.  

    3.  غالبًا ما تُستَخدَم «لِـسَّه» وَ«إِسَّه» بِـمعنىً واحد وهو «الآنَ» أو «ما يزال» أو «مُنذُ قَليلٍ». وقد تشير في بعض اللهجات الشامية إلى معنى «أيضًا» لِطلب الـمَزيديُقال : «أَعطيني إِسَّا»، وهي منتشرة في الساحل السوري، وقيل هي أوغاريتيَّة. (مَوسوعة العامية السورية). فالاستخدام الأخير للفظة «إِسَّـا» بِـمَعنى «أيضًا»يُشير إلَى التَـحَوّل من معنى «الآن» إلى معنى «الصيرورة» و«العَود إلى الشيء». وكأنَّ الـجَـذر «أَيْـــسَ» [وُجودتَـحَـوَّلَ إلَى «أَيْــضَ» [إعادة].

    4.  

    5.  ولكنْ مِن أين جاءتْ «لِــسَّه» [«لِــسَّا»] وَ«إِسَّـه» [«إِسَّـا»]؟ وهل لها علاقة بِــ «لَيسَ» الفصيحة؟ وهل يُـمكِن افتراضُ أصل مشترَك أبعدَ من تاريخ ظهور العربية لغةً مستقلَّة؟ يبدو أنَّ اللام في «لِـسَّه» تعني «إِلَى»أو «حَتَّى» ولا تُفيدُ النفيَ لأنَّ استخدامَها العامّيّ يُلزِمُ مَعَها أيضًا استخدامَ أداةِ النفي «لا» أو «ما» فَـيُـقال مَثَلاً : «لا، لِــسَّه إِسَّـه»] ما وِصِل».

    6.  

    7.  يُقال إن كلمة «إِسَّا» الّتي بِـمَعنى «الآنَ» في بعض لهجات فلسطين وخاصّةً منطقة الجليل، كما في أُغنيَّة الـمُلَحِّن الفلسطيني فَرج سليمان «إِسَّا جاي؟» (٢٠١٧أَيْ الآنَ تَأتي؟ وهو استفهام استنكاري، وتُلفَظ في العِراق «هَـسَّا»، هي ترخيم أو تخفيف أو اختصار لكلمة «السَّاعَة»، وَقِيلَ هي مِن أَصلٍ سِريانيّ، حسب ياسين عبد الرحيم، في موسوعة العامية السورية، حيثُ أَضافَ أَنَّ كلمة «إِسّ» تُستَخدَم في بعض لهجات سوريا بِـمَعنَى «عَلاقة» أو «عِلْم» أو «خَبَر»، فـيُقالُ في نفي تُهمةٍ : «ما لي إِسَّا»، وقال إنَّها جاءت، حسبَ رَأيِهِ، من الإسِّ أي الأَثَر مِن كلِّ شيءٍ.

    8.  

 ولكنْ لو كان الأصلُ الصرفي لكلمة «إِسَّا» هو «اَلسَّاعَة» فكيف نُفسِّر استخدامَها كفِعلٍ جامدٍ بإلصاقِ ضَمائرَ مُـتَّـصلةٍ بها وخاصَّةً نُون الوقاية مع ضمير المتكلِّم فنقول : «إِسَّاتْــنـــــي» و«إِسَّاتــو» وتُلفَظ باللام أيضًا بِمعنىً واحد : «لِـــسَّاتْــنـــــي» و«لِــــسَّاتــو»؟

 

 إذا نظرنا في الحقل الدلاليّ لِكَلِمَـتَـيْ «لِــسَّا» وَ«إِسَّـا» نلاحظ أنها تُشير إلى الزَمن الـحاضر، الآن، وهذا هو سَبَبُ ربطِها صَرفيًّا ودِلاليًّا بكلمة «الساعة».

 

 ونظرًا للعلاقة الصوتية والدلالية بين «لِسَّا» وَ«لَيسَ»، حيثُ إنَّ «لِسَّا» تَدُلُّ على الآن و«لَيسَ» على نفي الآن، يمكننا افتراض جَذر مشترَك للكلمتَينِ.

 

    1.  حسب رأي عُلماء العَرَبيَّةِ كالخليل الفراهيدي وابن فارس والزمخشري وابن منظور وأَبي علي الفارسي، إنَّ أَصلَ الفِعلِ الـجامِدِ العَرَبيّ «لَـيْـسَ» (الـمُستَخدَمِ لِـنَــفْـيِ الـجُملَة الاِسمِيَّة في الـمُضارِعِ [الـحاضر]) هُـوَ: «لاأَيْــسَ» أَيْ: «لا وُجِــدَ» (أَو «لا يُـوْجَــدُ»). و«أَيْسٌ» هِيَ كَلِمَةٌ قَديـمَة قَدْ أُمِـيْـتَـتْ، أَيْ مَهجورة، تَدُلُّ عَلَى الكينونة.

 

    1.  يُـقالُ في العربيَّة الفُصحَى: «اِئْـتِــنِـي مِـنْ حَــيْــثُ "أَيْــسَوَ"لَــيْــسَ، أَيْ: «مِنْ حَــيْــثُ هُوَ وَلا هُوَ».وَ«أَيْـسَ»: مَوجود، وَ«لا أَيْـسَ»: لا مَوجودذَكَرَهُ لِسان العَرَب والقاموس الـمُحيط والعَـيـن ومقاييس اللغةوتاج العَروس والـمُـستقصَى مِن أمثال العَرب وتَهذيب الُّلغة، وغيرها. فَـمَعنى «أَيْس» بحسب مَعاجِم اللُّغة هو كمعنى «حيثُ هو في حال الكَينونة والوَجْدِ». ولكنَّ الـمَعاجمَ وَكُتُب اللغة لم تُعطِ أصلَ الكلمة.

 

 قال الفَراهيديُّ إِنَّ «أَيْـسَ» "كَلِمةٌ قد أُميتَتْ". ولكنَّ فلاسفةَ الإسلامِ أَحيَـوها وجمَعوها على «أَيْـسات» واشتَقُّوا منها فِعلاً ومَصدرًا واسمَ فاعل أَيَّــسَ يُـؤَيِّـسُ تَـأْيِـيْـسًا فَـهُـوَ مُـؤَيِّـسٌ.

 

 وقد رَبَطَ الدكتور جميل صليبا في كتابه «الـمُعجَم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية» بين جذر لَيسَ، وهو «أَيسَ»، وبين الفعل اللاتيني الذي يدُلُّ على الوجود Esse فقال :

أَيْسَ

في الفرنسية Etre, il est

في الإنكليزية to be

في اللاتينية Esse

 

  1.  في الفلسفة، «الأَيْـسُ»: وجود الكينونة أو الكائن الـمَوجودو«أَيَّـسَــهُ»: كَوَّنَ وُجودَهُقالَ أبو يَعقوبَ السِّـجْـزِيُّ [السِّجِسْتانيّالإسماعيليّ: «لَـمَّا كانَ اسْمُ اللهِ جَلَّ جلالُهُ بِالغَلَبةِ أَظْهَرَ الأَيْـسِـيَّــاتِ لا مِنْ أَيْـسٍ، حَـتَّـى أَيَّــسَها وسَمَّاها كَما شاءَ مُبْدِعُها وَمُؤَيِّـسُها».

  2.  

  3.  ونُسِبَ إِلَى جابرٍ ابنِ حَـيَّان قولُه: «فَـيَـجِبُ مِن ذلكَ أَنْ يَكُونَ إِبداعُ الأَيْـساتِ عَنْ لَـيْـسَ»، أَيْ إِيجاد الـمَوجوداتِ عَن لاموجود، من العَدَم؛ «إِنَّهُ لا يَـخْـلُو الكَونانِ مِنْ أَنْ يكونا حَـيَّــيـْنِ، أَو مَـيِّـــتَـيـنِ، أَو أَحَدُهما حَـيًّا وَالآخَرُ مَـيْـتًا، أَو كُلُّ واحدٍ مِنْـهُما حَـيًّا مَـيْتًافَإِنْ كانا حَـيَّــيْـنِ ولا غَـيْـرَهُما فَالـمَوتُ لَـيْـسٌ، والـمَوتُ مَـوجودٌ، وَالوجودُ أَيْـسٌ، فالـمَوتُ أَيْـسٌ لَــيْـسٌ، أَيِْالـمَوت وجودٌ عَدَمٌ، ورُبَّما يَقصِد أَنَّ الـمَوتَ مَوجودٌ يَنفي موجودًا. (رَسائل جابر بن حَيّان، دار الكُتُب العلمية، ط١، ٢٠٠٦، ص ١٣٤، ١٣٧)

  4.  

  5.  ويقول الكِـندي: «الإبداع هو إظهار الشَّيءِ عن لَـيْـسَ»، أَيْإِخراجُ الشَّيْءِ مِنْ لاشَيْءٍ، أَيْإِظهارُ الـمَوجودِ مِن العَدَمِويقول ابن سينا في رسالة الحدود: «حَــدُّ الإبداعِ هو اسمٌ مُشترَك لِـمَفهومَـيـنِ أَحَدُهما تَــأْيِــيْـسُ الشَّـيءِ لا عَن شَيْءٍ ولا بِـواسِطةِ شَيْءٍ»، أَيْ إِيجاد الـمَوجودِ لا مِن مَوجودٍ ولا بِواسِطة مَوجودٍ. ونُـقِـلَ في الـمِـلَلِ وَالـنِّـحَـلِعن ثاليس الـمِلْطِي [طاليس الـمِلطي Thales of Miletus، ت ٥٤٥ قمأنه قال: «الإِبداع هو تَــأْيِــيْـسُ ما لَـيْـسَبِـــأَيْــسٍ». ( بِـحار الأنوار، الـمجلسيووَرَدَ أيضًا عن ابن سينا في الإشارات (ص ١٧٤) : «ومنها مثل أنْ يكونَ الشَّيءُ عالِـمًا بأنَّ شيئًا لَيسَ ثُـمَّ يَحدُثُ الشَّيءُ فيصير عالـمًا بأن الشَّيءَ أَيس». وقال ابن سينا أيضًا: «فإن الهيولى لا تَسبِقُ الصورةَ بالزمان، ولا الصورةُ الهيولى أيضًا، بل هما مبدعان معا عن لَيسيَّة» (الأَجرام العلوية، ٤٣ –٤٤).

 

  1.  لَـقَد كَتَبَ الباحثُ اللُّغَويُّ الـمُؤَرِّخُ السوريُّ الـحَلَبيُّ خير الدين الأسدي (١٨٩٩ – ١٩٧١كِتابًا بِعُنوان: «أَيسَ وَلَـيـسَ»، وهو مخطوط من ٢٥٧ صفحة لَـمْ نَـتَـمَكَّن من العثور عليه.

 

 وقَد دَرَسَ أَحمدُ الـجَلاَّدُ الباحِثُ في جامعة ولاية أوهايو أَقَدمَ الشَّواهِدِ الكِتابية النَّقشيَّة (épigraphiqueعَلَى «لَيسَ»، وتَوَصَّلَ إِلَى أَنَّها لَفظَة مُقتَرَضَة دَخَلَتْ إِلى البيئة القرآنية والعربية الفصيحة وأَنَّ شواهِدَها في قَواعد اللُّغَة الصَّفَوِيَّـة[الصفائيّةالبَدَويَّة (وهي لَهجة عربية قديمة كانت سائدة في بادية الشام وشمالِـيِّ شِبهِ الـجزيرة العربية بين القرنَـيـنِ الأَوَّلِ قَبلَ الـمِيلادِ وَالثالث الـميلادي [ولا علاقة للصَّفَويين العَرَب البَدو بالصَّفَويين الإيرانيين (القرن ١٣ مالمنسوبين لِـصَفِيِّ الدين الأردبيلي مؤسس الدَّولة الصَّفَوية]) تَستبعِد أصلَها الآراميَّ وتَفتَرِض مَصدرًا أقدَمَ بكثير من بيئة القُرآن وَأَنَّ مِن الـمُمكِن أَنْ تَكونَ قد اقـتُـرِضَتْ مِن الآشورية وهِيَ إحدى لهجات اللُّـغة الأكَّادية الشرقية السامية القديمة أو مِن عربية شَمالية كالـتَّـيـمانِـيَّـة (Taymanitic) [نِسبةً إِلَى «تَـيماء» شمال غرب الجزيرة العربية، وربَّـما هي اللُّغة الثَّـموديَّة نِسبةً إِلَى قَوم ثـمود الّذين سَكَنوا تَيماءَ].

 

 يبدو أَنَّ «لَيسَ» أَتَت مِن لُغة أَبعدَ مِن عَربية الأَنباطِ (١٦٩ ق.م – ١٠٦ م)، فَـ «الـحرف الوحيد الذي جاء في النبطية ويفيد النهي والنفي هو حرف "ل ا" (بِـمعنى : "ليس، لا، لن")». ولَمْ تُستَخدَمْ لفظةُ «لَيسَ» في الأَكَّديةفَأَدواتُ النفي في الأَكَّدية هي أَربعُ١لَ» [la]، ٢-و«أُلْ» [ul]، ٣-و«بَـلُـمْ» [balum]، ٤-و«أَيّ» [ayy]. وتُقابِلُ سِتَّ أَدواتٍ عربيَّة لا» و«لَـمْ» و«لَـنْ» و«ما» و«لَيسَ» و«بِـلا»). وقد استُخدِمَتْ «أُلْ» [ulبِـمَعنى: «لَـنْ» وَ«لَيسَ».

 

مِن الـمَعروف أنّ الأساطير السومرية القديمة الّتي وُضِعَتْ حوالي ٢١٠٠ قم، وتحديدًا ملحمة جلجامش، هي أصل بعض أساطير الكتاب المقدَّس كأسطورة الـخَلق والطوفانوعلَى هذا الأساسِ فمِن الـمُرَجَّح أنْ يتجاوزَ التأثيرُ السومريُّ حقلَ الأسطورةِ لِـيَطالَ اللُّغةَ أيضًا نَظَرًا لِكَونِ اللغة هي حامل الأسطورةفما الذي يَـمنَـع إذًا من أنْ نقترِحَ تأثيلاً أو تأصيلاً لِسانيًّا سومريًا فــنَـفترضَ أنَّ اللغة السومرية قد أثَّرَت في العربية وحتَّى في اللاتينية؟ فليست الأسطورةُ السومريةُ وحدَها أَصلًا لِأساطير الديانات المسمّاة "توحيديةأو "إبراهيميةبل إنَّ اللغة السومرية هي أصلٌ لِكلماتٍ مستخدَمةٍ في لُـغاتِ هذه الديانات.

 

 مِنَ الـمُرَجَّـحِ، إذًا، أَنَّ كلمة «أَيْسَ» مُـنـحَـدِرة مِن لَفظة «أَش» السُّومريَّـة، نظراً للتشابه الدِّلاليّ والصوتي بين الكلمتَين والعلاقة التاريخيةففي السُّـومَرية [وَهِيَ لُغة لاساميَّة إلصاقيَّة agglutinante] (حَوالَـيْ ٣٠٠٠ قم.) الّتي أثّرَتْ بالأَكَّـدِيَّة [وهي لُغة ساميَّة اشتقاقيَّة flexionnelle] (حَوالَي ٢٠٠٠ قم.) القَريبةِ جِدًّا من العربية  [لُغة ساميَّة إشتقاقيَّة] (حوالي ٣٠٠ م)، كانَت اللَّفظةُ «أَش» [تَعني الفِعلَ اللَّازِم: «يَـكُـونُ واحِدًا» (أَيْ «يُوجَد»أَو الاِسمَ: «واحِد» (أَيْالـمَوجود كَوَحدَة مُستقِلَّة).

 

 وَما زالَـت هذهِ الكَلِمةُ «أَش» مُستخدَمةً في الْـعِـبْـريَّةِ [لُغة ساميَّة] (حوالي ١٠٠٠ قم.): «ישׁ» [«يَـشْ»]، أَيْ: «يوجَدُ»؛ وهِيَ مُنحَدِرة مِنْ فِعل الكينونة السومَري ثُـمَّ الأكَّادي «أَش» []؛ والتشابهُ الصَّوتيُّ والأَحداثُ التاريخية (الوجود اليهودي في الإمبراطورية البابليةتَـدعَمُ ذلك.

  1.  

  2.  وفي اللاتينية  [لُغة لاساميَّة إلصاقيَّة agglutinante] (حَوالَـيْ ٧٠٠ قم)، الفِعلُ «esse» [إِيسِّيعني «يُـوْجَــدُ» [أو «يَـكُـونُ»] (وهو أَصلُ الفِعل الفرنسي «être» [آيْــتْر]). ويبدو أنَّ السُّومرية والأكّادية قد أَثَّرَتا في اللاتينية، حيث كانت مَنطقةُ التَّـلاقي والتَّلاقُحِ الثقافي واللغوي والـحَضاري هي سوريا الطبيعية التي يُـمكِـنُ عَـدُّها بُـوتَـقَةَ الـحَضارات القديمةفالإمبراطورية الآشورية الحديثة (٩٣٤ ق.م – ٦٠٩ ق.مامتدَّ نُـفوذُها على كُـلِّ سوريا الطبيعية (قيليقيا وفينيقيا واليهودية والعربيةوقُبرُصوهذِهِ الـمَناطِـقُ السُّورية صارت تَـحتَ نُـفوذِ الإمبراطورية البابلية الحديثة (٦٢٦ ق.م – ٥٣٩ ق.مثُـمَّ تحت حكم الإسكندر الأكبر المقدوني (٣٥٦ ق.م – ٣٢٣ ق.مثمَّ تحت نفوذ الإمبراطورية السلوقية (٣٠٥ قم – ٦٤ ق.مثم الإمبراطورية الرومانية (٢٧ ق.م – ٤٧٦ م).

  3.  

  4.  والعَرَبيَّةُ الّتي نشأَتْ في القرن الثالث الـميلادي [وهي لُغة ساميَّة اشتقاقيَّة flexionnelle]، احتفظَت بأثَـرٍ لِـهذِهِ الكَلِمةِ السومرية والأكّادية «أَش» [] في الكَلِمات العَرَبيَّة التَّالِيَة:

  5. ١)- كلمة «لَـيْـسَ» [«لا أَيْــسَ»]؛

  6. ٢)- وَكلِمة «أَيْـسٌ» [مَوجودٌالـمُستخدَمة في الفلسفة فَـقَط؛ 

  7. ٣)- وكلمة «شَـيْء» (الَّتي تُـعَـدُّ مَصْدَرَ الفِعلِ «شَاءَ»)؛ و«الشَّيْءُ» هُوَ الـمَوجود؛ فَقَد عَـرَّفَ مُـعـجَـمُ الدَّوحةِ التاريخيُّ «الشَّيْءَ» بِالقولِ: «الشَّيْءُ كُـلُّ مَوجودٍ بِـوَجْـهٍ ما». وجاءَ في الـمُعجَم الوسيط«الشَّيْءالْـمَـوْجُود وَمَا يتَصَوَّر ويخبر عَنهُ».

 

 وعادةً تُـبْدِلُ العربيَّةُ الشينَ السُّومرية والأَكَّادية والعِبريَّة سينًافالسِّـيـنُ وَالشِّـيـنُ يَـتعاوَران [يَتبادلانِفي اللُّغاتِ السامِيَّة.ولكنْ إِذا صَحَّت فَرضيَّةُ أَنَّ «أَش» [هِيَ أَصلُ «شَيْء» (والفِعل «شَاءَ») فَـمِنَ الـمُـرَجَّحِ أَنَّ العَرَبيَّة احتفَظَتْ بالشين الأَصليَّة لتفادي الـخَلْطِ بِـكَـلمة أُخرَى هِيَ «سَـيِّء» (والفِعل «سَاءَ»).

 يوضح الجدولُ التالي الكلماتِ الّتي يُـحتَـملُ أَنَّها انبثقَتْ عَن اللَّفظة السُّومرية والأَكَّادية «أَش» []:

 

  1. «أَش» [] (سومري وأكّادي: يَكون واحِد)

  1. ישׁ [يَـشْ] (عِبْريّ:يوجَدُ)

  1.  esse (لاتيني:يَـكُون)

  1. aes – assis (لاتيني:قِطعة واحدة)

  1. أَيْـس [مَوجود]/لاأَيس[لَـيْـسَ] - شَـيْء[مَوجود] (عَربي قديم فصيح)

 
  1. essĕre (لاتيني عامي)

  1. asso (إيطاليأَصُّ وَرَقِ اللَّعِبِ)

  1.  estre (فرنسي قديم)

  1. as (الأَصُّ في وَرَقِ اللَّعِبِ) (موسوعة العامية السورية)

  1. إِسَّـا و لِسَّا [بَقِيَ/الآن]، شِـيْ، إِيْـش/شُو[ماذا] (عربي عامّي سوري حديث)

  1. être (فرنسي حديث)

 
  1.  

  2.  فَـالـمُـرَجَّحُ، إذًا، أَنَّــه عَن الكلمة السُّومرية القَديـمة «أَش» (= يَكون؛ واحِد) انبثقَتْ الكلماتُ الـحَديثةُالعِبريَّةُ«ישׁ» [يَشْ] (يُوجَدوَالفَرَنسيَّةُ «être» [ آيْتْر] (يَكُونو«as» [أَسْ] (الواحِد في لَعبِ الورَقوالعَرَبيَّةُ الفُصحَى «ليسَ» وَ«شَيْءٌ» وَالعَرَبيّةُ العامِّـيَّـةُ «شِيْ» وَ«إِسَّا» وَ«لِسَّا» و«إِيـشْ» و«شُـو».

 

 

  1. المراجع:

  1. ابن منظور، معجَم لِسان العَرَب.

  2. الفيروزآبادي، معجَم القاموس الـمُحيط.

  3. الفراهيدي، معجَم العَـيـن، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامُرَّائي، دار الهلال، القاهرة، بدون تاريخ، ٧/٣٣٠.

  4. ابن فارس، مقاييس اللغة.

  5. مرتضى الزبيدي، تاج العَروس.

  6. الزَّمَخشَري، الـمُـستقصَى مِن أمثال العَرب.

  7. أبو منصور الأزهري، تَهذيب الُّلغة.

  8. الـمُعجَم الوسيط.

  9. موسوعة العامية السورية، ياسين عبد الرحيم، وزارة الثقافة السورية، ج١، ص ١٥٣.

  10. أبو يعقوب السِّجِستاني [ت٣٣١ هـ]، كتاب إثبات النبوءات، تحقيقعارف تامر، دار المشرق، بيروت، ط٢، ١٩٨٦ م، ص ١٣٩.

  11. رَسائل جابر بن حَيّان، دار الكُتُب العلمية، ط١، ٢٠٠٦، ص ١٣٤، ١٣٧.

  12. آمال بنت عبد العزيز العمرو، كتاب الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية.

  13. العلامة الـمجلسي،  بِـحار الأنوار، ج ٥٤، ص ٢٥٤.

  14. معجم الدوحة التاريخي، https://www.dohadictionary.org/dictionary

  15. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، قواعد اللغة النبطية، مكتبة الملك فهد الوطنية، ٢٠١١، ص ٣٣.
  16. حسنين حيدر عبد الواحد، «أُسلوب النفي في اللغة الأكَّديةدِراسة مقارَنة مع اللغة العربية»، مجلَّة آداب الرافدَين، كلية الآداب، الـموصل، العدد ٥٧، السَّنَة ٣٩، عام ٢٠١٠، ص ٥٣١ – ٥٥٦.
  17. جميل صليبا، الـمُعجَم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية، دار الكِتاب اللبناني،بيروت، ١٩٨٢، الجزء الأول، ص ١٨٣.
  18. Pascal Attinger, Lexique sumérien-françaisInstitut des sciences archéologiques, université de Berne, Suisse,https://anarkia333data.center/sites/default/files/2020-07/2019_lexique_sumerien_francais_attinger.pdf ;ttps://www.academia.edu/41837257/Lexique_sumérien_français
  19. Ahmad Al-Jallad, « The earliest attestation of laysa and the implications for its etymology », Supplement to volume 48 (2018) of the proceedings of the Seminar for arabian studies languages, scripts and their uses in ancient north arabia, Papers from the Special Session of the Seminar for Arabian Studies held on 5 August 2017, edited by M.C.A. Macdonald, Seminar for arabian Studies, Archaeopress, Oxford, 2018, p.111. 
Publicité
Commentaires
Le Blog de Maxime ADEL
Publicité
Newsletter
Le Blog de Maxime ADEL
Visiteurs
Depuis la création 13 614
Publicité